Page 52 - alamn
P. 52

‫أخبار الجامعة ومناشطها تغطية خاصة لفعاليات الندوة العلمية الثانية (العقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية)‬

‫رئيس الجلسة الثانية في الندوة العلمية‪ :‬مدير أكاديمية سعد العبد الله‬
  ‫للعلوم الأمنية بدولة الكويت سعادة اللواء ناصر بن ناصر بورسلي‬

‫السجون لم تعد ذات فاعلية في تقويم السلوك المنحرف‪ ،‬بل أصبحت بيئة لتفريخ السلوكيات المنحرفة‬

‫أصبحـــت وســـيلة لتعلـــم الشـــر وأنـــواع‬         ‫وعلـــى الرغـــم من حتميـــة وجود الســـجون‬                             ‫حوار خاص مع الأمن والحياة‬
‫الجريمـــة‪ ،‬حيـــث يلتقي المذنـــب لأول مرة‬          ‫واعتبارهـــا مؤسســـات إصلاحيـــة‪ ،‬فـــإن‬
‫بمجرمين ســـابقين يلقنونه درو ًســـا جديدة‬           ‫بع ًضا مـــن المجتمعات المتحضـــرة تحاول‬           ‫على هامش مشـــاركة ســـعادة اللواء ناصر‬
‫فـــي الإجـــرام‪ ،‬ويتعلم أســـاليب ووســـائل‬         ‫أن توجـــد بدي ًل للســـجون‪ ،‬خاصـــة للجرائم‬       ‫ابـــن ناصر بورســـلي مديـــر أكاديمية ســـعد‬
‫ارتـــكاب الجريمـــة‪ ،‬وحين يخرج من الســـجن‬          ‫والمخالفـــات الصغيرة أو غيـــر المنصوص‬            ‫العبداللـــه للعلـــوم الأمنية بدولـــة الكويت‬
‫يفكـــر فـــي ارتـــكاب الجريمـــة الثانيـــة مـــع‬  ‫عليهـــا‪ ،‬وذلـــك أن الســـجن قـــد يكـــون لـــه‬  ‫فـــي فعاليـــات نـــدوة (العقوبـــات البديلـــة‬
‫ترســـب الكراهيـــة والعـــداوة للمجتمع في‬           ‫آثـــار ســـلبية كبيـــرة علـــى أصحـــاب هـــذه‬   ‫للعقوبات الســـالبة للحريـــة) التقته ( الأمن‬
‫إطار ما يســـمى بالســـلوك غيـــر الاجتماعي‬                                                             ‫والحيـــاة) في حوار خاص لإلقـــاء المزيد من‬
‫أو غيـــر المســـئول‪ ،‬بالإضافـــة إلـــى العديد‬                                      ‫المخالفـــات‪.‬‬      ‫الضوء علـــى موضوع النـــدوة وجهود دولة‬
                                                     ‫كمـــا أن هنـــاك بعـــض الدراســـات التـــي‬
                 ‫من الآثـــار الســـلبية منها‪:‬‬       ‫أكـــدت أن الســـجون لـــم تعـــد ذات فاعلية‬                         ‫الكويـــت في هذا الشـــأن‬
‫‪ - 1‬تكويـــن رأي عـــام مناهـــض للســـلطة‬           ‫في تقويم الســـلوك المنحـــرف‪ ،‬بل يعتقد‬            ‫بدايـــة مـــا مميـــزات العقوبـــات البديلـــة‬
                                                     ‫البعض أن الســـجون أصبحـــت بيئة لتفريخ‬            ‫مقارنـــة بالعقوبـــات الســـالبة للحريـــة؟‬
                   ‫وناقـــم علـــى المجتمـــع‪.‬‬       ‫الســـلوكيات المنحرفـــة‪ ،‬عو ًضا عـــن كونها‬
‫‪ - 2‬وقـــوع مشـــاجرات بيـــن نزلاء الســـجن؛‬        ‫مؤسســـات لإصلاح المنحرفين‪ .‬فالسجون‬                                       ‫الآثار السلبية للسجن‬
‫مـــا قد يعـــرض البعض للإصابـــة أو تبعات‬                                                              ‫تعـــد الســـجون الاختيـــار الأول والأكثـــر‬
                                                                                                        ‫اســـتخدا ًما كعقوبة تنتظـــر المذنب في جل‬
                              ‫نفســـية سيئة‪.‬‬                                                            ‫المجتمعـــات الإنســـانية ســـاب ًقا وحاضـــ ًرا‪.‬‬
‫‪ - 3‬تعطيـــل الأيـــدي العاملة التي يســـتفاد‬
‫منهـــا في الصناعة والزراعة وســـائر المهن‪.‬‬
‫‪ - 4‬ارتفاع تكاليف بناء الســـجون وتنظيمها‬

                   ‫والقيام بجميع شؤونها‪.‬‬
‫‪ - 5‬مشـــكلة العلاقـــات الخارجية للســـجين‬
‫مـــع الغيـــر بعـــد خروجـــه مـــن الســـجن‪،‬‬

      ‫والنظـــرة الدونيـــة كخريـــج ســـجون‪.‬‬
     ‫ما مبررات تطبيق العقوبات البديلة؟‬
‫تعتبـــر الجريمة مكلفة ج ًدا للضحية والمجتمع‬
‫والمجـــرم نفســـه‪ ،‬وهـــذا أحـــد أهـــداف الأخذ‬
‫بالعقوبـــات البديلـــة‪ ،‬التي تهـــدف إلى تعديل‬
‫ســـلوك المذنب ليصبح مواط ًنا صال ًحا‪ .‬وقد‬
‫أكـــدت توصيـــات المؤتمـــر الســـادس للأمم‬
‫المتحـــدة للوقايـــة من الجريمـــة المنعقد في‬
‫كاراكاس عـــام ‪1980‬م‪ ،‬العمـــل علـــى نشـــر‬
‫التدابيـــر البديلة لعقوبة الســـجن فـــي العالم‬
‫على نطـــاق واســـع‪ ،‬وذلـــك بإدخالهـــا ضمن‬
‫التشـــريعات الجزائيـــة وإعطـــاء أجهـــزة العدالة‬
‫الجنائيـــة التأهيـــل الـــازم لفهمهـــا وتطبيقها‬

                                  ‫واعتمادها‪.‬‬

                                                                                                        ‫‪52‬‬
   47   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57